ترجمة حيدرة عبد الرحمن – Entrepreneuralarabiya
عندما أجد شخصاً ناجحاً ضمن نطاق عمله، سواء كان في الرياضة، الموسيقى، الفن، الأعمال أو أي شيء آخر، أشعر دائماً بأن هناك شيئ ما مختلف فيه، شيئ أبعد مما تراه العين . ولكن على الرغم من أن هذا النجاح واضح للعيان ونرى تأثيره، من جهتنا كمراقبين خارجيين، إلا إن من يحقق النجاح يجد دوماً أن هنالك المزيد مما يمكن فعله، . ويتجلى ذلك بحالة مزيج من عدم الرضا، وحاجة متجدده لاستمرار قيامه بالمزيد .
” ومن هذه النقطة إلى النهاية، فأنا سوف أركز على أن روّاد الأعمال الناجحين، وببساطه لا نجد لديهم زر لإيقاف التشغيل. وكأنما عقل رائد الأعمال دائم الحركة والتخطيط لاستمرار نجاحه وتحقيق إنجازه القادم. ودائماً يسعى لتقديم الأدلة.
على ذلك ماعليك سوى أن تقرأ تقرير “كوفمان” بعنوان “تشريح رائد أعمال” وهو عبارة عن دراسة استقصائية لأكثر من 500 مالك أعمال، وجدت أن متوسط الأعمال المطلقة من قبل رواد الأعمال في هذه الدراسة فاق نسبة 2.3
في نهاية المطاف، فإن العقل الذي يتميز به روّاد الأعمال هو نادر جداً في وقتنا الحاضر. أنت دائماً تفكر في ملايين الإحتمالات، وتضع خطة أ، ب، وت لكل فكرة، هكذا تم تصميم عقلك، دائماً يعمل بالمزيد من الميكانيكية دافعاً نفسك لأن تقوم بأعمالك بشكل أفضل وأبعد. فلنلق نظرة على الأفكار الأساسية التي تبق على عقل رائد الأعمال مشغولاً في أي يوم:
1-ماذا أيضاً؟ اكثر مايميّز روّاد الأعمال هو استمراهم بطرح هذا السؤال، بغض النظر عن أية إنجازات سابقة، أو مهام تم إكمالها. هذا السؤال ليس فقط فكرة العمل القادمة، أو محطة موازنه أهداف، ولكنها أيضاً الشيئ اليومي الذي يمكن تحويله من الصغير إلى الكبير، لا يوجد شيئ اسمه تقصير في العمل بالنسبة لرائد الأعمال، وكل هذه الأشياء تجدها في عقل رائد الأعمال الذي ببساطة يتمحور حول إرضاء الدافع الداخلي لاستمرار بناء العمل.
2-كيف يمكننا تحسين العمل؟ هذه واحده من الأفكار المفتاحية التي من خلالها يرى رائد الأعمال العالم بعيون مختلفة. بينما يقف العديد من أصحاب الشركات العادية خلف ما قاموا ببنائه ويرددون” رائع، لقد قمنا بإنجازه، لقد فرغنا من العمل لمدة من الزمن”. رائد الأعمال الجيد يقول”رائع، إنه يعمل، ولكن كيف يمكنني جعله أفضل.” تماما كما في الفكرة السابقه، فنحن نجد رائد الأعمال دائماً يبحث عن الشيئ التالي للقيام به. ليس هنالك حدود، عندما يتعلق الأمر بجودة النجاح بالنسبة لروّاد الأعمال، إنما هي رحلة مستمرة للوصول إلى الأفضل، مع تصاميم جديدة، وعمليات جديدة، وتقديم أفضل للخدمات وغيرها.
تبعاً للبروفيسور ساراس في جامعة فرجينيا، فإن هذا يحدث لأن روّاد الأعمال يطبقون ما يسمى “المنطق الفعال” لتخيل طرق جديدة للقيام بالمهمات، بينما الآخرين يقبلون فقط بدرجتهم التي وصلوا إليها في الوقت الراهن.
3- هل فريق العمل مشغول بما فيه الكفاية؟ هذه إحدى الأفكار المزعجه التي يصاب بها رائد الأعمال منذ أول عملية توظيف يقوم بها. لا يوجد بداية في العالم يمكن أن تملك القدرة على الحصول على قوة عمالية لديها النشاط والحيوية للعمل على الداوم، لذلك فأن رائد الأعمال دائماً يكون لديه هاجس إبقاء فريق العمل مشغولاً. أما بالنسبة لمفهوم ” مشغول” فأن هذا يعتمد على الأهداف المالية. و كقاعدة عامة أساسية، فإذا ماكان الطاقم يعمل بقدرة 80% أو أعلى، فإن ربان السفينة يكون سعيداً على الأغلب، وأي شيئ أقل هو سيئ، ويكون مطلوباً إعادة الهيكلة في أسرع وقت ممكن.
4- هل عملائي راضين عن الخدمات؟ نحن نعيش في زمن قوة العملاء، ورائد الأعمال الناجح يعلم ذلك بدقة، إرضاء العملاء مهم للغاية، ليس فقط لتأكيد الولاء وضمان الاستمرارية، بل أيضاً لضمان سمعة العمل المتنامي. وفي دراسة استقصائية لشركة رايدوس غلوبال الأمريكية للأبحاث، فإن شريحه من المستهلكين كانت قد رتبت كلماتها على أنها رقم واحد في التأثير على شراء أي شيئ، من الملابس إلى الإلكترونيات، إلى رحلات السفر والمنتجات المالية. رائد الأعمال الذكيّ يعلم أنه بدون عملاء سعداء يتحدثون عن خدماتك، فإن نمو الشركة لن يتحقق.
5-هل يجب أن ارتاح قليلاً؟ اذا كان قد سبق لك وحاولت أن تقنع رائد أعمال بأن يستريح قليلاً فإنك ستعلم بأنه ذلك ليس أمراً سهلاً. الحقيقة أن روّاد الأعمال لايرغبون بالقيام بأشياء أخرى بخلاف بناء أعمالهم، وهنا قد يكمن الخلاف العظيم عندما يبدأ موسم العطلات وتجتمع العائلة لتتناقش موضوع العطلة الصيفية. فحتى يوم أو نصف يوم من هنا أو هناك ينبغي أن يتم أخذه بالحسبان، تم تقديم دلائل على هذا الموضوع من قبل دراسة أجرتها “ساج” التي وجدت أن 30% من روّاد الأعمال لا يأخذون عطلات على الإطلاق. وكأنها محفورة في أدمغة روّاد الأعمال، الوقت هو العنصر الأهم، وإذا ما نظرت للأمر بخلاف ذلك، فإن أيام العطلة قد تضر بسير العمل.
6-هل حساباتي المالية مرتبة؟ روّاد الأعمال ليسو بروّاد أعمال مالم يفكروا بالمال. هذا لاعلاقه له بالطمع أو بكونهم عبيد للأرقام.الأمر يتعلق عندهم بالمنطق السليم. فترتيبات مالية خاظئة لاتخلق إلا بيئة سيئة لأي أحد مهتم بسير العمل، من مالك الشركة الى الموظفيين الى ملاك الأسهم الى أفقر اعضاء العائلة، “جميعهم على حدا السواء”. وغالب ملاك الشركات مدركين جيداً لهذه الحالة، كما هو الحال بالنسبة لشركة سي بي انسايت التي أظهرت أن 29% من بدايات الفشل تأتي بسب نقص الأموال ونفاذها، ودراسة آخرى مشابهة من قبل “ولترز كلاور” وجدت أن ثلث الأعمال الصغيرة التي فشلت، فشلت لكونها لم تعط ما يكفي من الوقت على إدارة قواعدها. بالتأكيد فإن رائد الأعمال لا يستهين أبداً بالحفاظ على القاعدة المالية المنتظمة، ولذلك فإن الخسارة والربح، وتدفق المال، وأوراق التوازن تكون في مقدمه تفكيره في أغلب الأوقات.
7- هل من الممكن أن يصبح العمل سهلاً؟ سننهي أفكارنا على الأغلب بالفكرة الأكثر تدفقاً على ذهن رائد الأعمال، هل من الممكن أن يصبح العمل سهلاً؟ سأقوم بإفساد الأمر عليكم وسأعطيكم الجواب مباشرة والإجابة هي لا ليس حقاً. ما أعنيه هو أنك من الممكن أن تجني الكثير من الأموال وبعدها ليس عليك أن تعنى بالأمر، ولكن الأموال ليست بالضرورة الهدف الحقيقي لروّاد الأعمال. رائد الأعمال الحقيقي يعشق الإبتكار. ومن هنا تأتي الرغبة الحقيقة بالعمل الأفضل والأكبر، التي بدورها تنهي أي أمل بأن الأعمال ستغدو أسهل في يومٍ ما، هذا حقيقي، فبالنسبة لرائد الأعمال من غير الممكن أن تغدو الأعمال سهلة، فالشيئ الذي جعلها أصعب في بادئ الأمر هو ذاته الشيئ الذي سيجعلها أصعب في بقية الطريق، وهذا الشيئ هو أنت هو طموحك.
الرابط اأصلي