سواء كنت تقوم ببناء أعمالاً تجارية، شبكة، أو صداقات، وتبحث دوماً عن الأشخاص الصادقيين، بعد كل شيء لا أحد يريد أن يعمل أو يرتبط مع أشخاص غير صادقين، ومن جانب آخر الأمر يعود لك، وأراهن أنك لم تفكر بذك أبداً.
في حال كنت تتساءل إذا كان الأشخاص حقيقيون وصادقيين وواقعيين، إن السلوك الخارجي للأشخاص ومصداقيتهم هي ذات درجة المصداقية التي يحملونها بالداخل وقد تكون أقل أو أكثر، لسوء الحظ إن التمييز صعبٌ جداً، والمشكلة أن كافة الانفعالات البشرية قريبة جداً من بعضها، وجميعنا ننظر إلى التصرفات السلوكية للآخرين من نظرتنا الخاصة.
أن تكون صادق هو أمرٌ نادرٌ، في عالم مليء بالأمور الزائفة، الضجيج الإعلامي، شخصيات افتراضية ومفكريين إيجابيين، وعلامات تجارية شخصية، حيث يريد الجميع ما لا يملكون، لا أحد يهتم بأن يكونوا من هم داخلياً، والأهم من ذلك أن لا أحد يعترف بما هو داخلياً وهذا أمر أصبح نادراً جداً.
لمساعدتك في أن تكشف من هم الأشخاص الصادقيين حتى أنت نفسك أن تكون صادق، إليك هذه التصرفات للأشخاص الصادقين:
لا يسعون إلى جذب الانتباه: انهم لا يحتاجون إلى تعزيز الأنا الخاصة بهم، حيث جاذبي الانتباه لديهم فراغ داخلي يسعون إلى شغله باستمرار، وتمتلىء الناس بالثقة والوعي الذاتي.
لا يسعون أن يكونوا محبوبين: ولدت الحاجة أن يكونوا محبوبين من انعدام الأمن والنرجسية، إذ أنه يخلق الحاجة إلى التعامل مع المشاعر الخاصة بك وبمشاعر غيرك أيضاً، الأشخاص الواثقيين والصادقيين هم ببساطة يمثلون أنفسهم، إذا أنت مثلهم هذا أمرٌ جيد وإن لم تكن فهذا جيدٌ أيضاً.
يمكن القول أن الأشخاص الصادقين على علم أن الذي امامهم صادق أم لا: إن الأشخاص الساذجيين يمكن أن ينخدعوا بسهولة، لكن الناس الصادقيين يصعب فعل ذلك بهم، لأنهم واقعيين ولديهم الأساس الذي يمكن أن يقولوها عندما تصبح الأمور غير منطقية، وهنالك فرق كبير بين الشخصيتين.
الأشخاص الصادقيين يكونوا مرتاحين أكثر بما هم عليه: وقال الممثل ليونارد نيموي في أواخر السبعينات أنه مرتاح وأقرب إلى نفسه من أي وقت مضى وقد يظهره سبوك، معظمنا يتخبط مع الحقيقة، كما قال هنري ديفيد ثورو “مجموعة من الرجال يعيشون حياة يأس هادئة”.
يفعلون ما يقولون ويقولون ما يعنونه: إنهم لا يميلون إلى المبالغة أو يتجاوزا الحدود، يلتزمون بالوفاء، ولا يحللون الأقوال أو يلطفوا الحقيقة، إذا كنت بحاجة إلى سماع ذلك حتى وإن كان من الصعب عليك سماعه أو قوله.
إنك لا تحتاج الكثير من الأشياء: عندما تكون راضياً منهم، فأنت لا تحتاج إلى الكثير من الأشياء الملموسة لتكن سعيداً، أنت تعرف أين تجد السعادة، داخل نفسك، أحبائك، عملك، ستجد السعادة في الأشياء البسيطة.
ليسوا رقيقين: إنهم ليسوا جديين حتى أنهم لا يعتبروها جريمة عندما لا يوجد مقصد.
ليسوا متواضعيين أكثر مما ينبغي أو خجولين: إنهم على ثقة من نقاط القوة، لا يحتاجوا إلى التباهي بها، وبالمثل لا يظهرو تواضع زائف، إن التواضع سمة إيجابية، ومن الأفضل أن يكونوا واضحيين.
انهم ثابتيين: يتصف الناس الصادقيين بأنهم ذوو ثقل، صلابة، وصدر رحب، إذ أنهم يعرفون نفسهم جيداً وعلى اتصال مباشر مع مشاعرهم الحقيقية، وأنهم أكثر أو أقل قابلية للتنبؤ.
إنهم يمارسون ما ينصحون به: ليسوا من الأشخاص اللذين ينصحون بشيء أن يفعلوه الأشخاص الآخرين ولايفعلوه هم بأنفسهم، إن الأشخاص الصادقيين لا يشعرون بأنهم أفضل من الآخرين حتى بطبيعتهم يكونوا صالحين.
جميع هذه السلوكيات المختلفة التي تبدو في جوهرها ذات الشيء، إلا أن الوعي الذاتي هو الذي يتفق مع الواقع، الناس الصادقون يرون أنفسهم كما يرون الآخرين في كافة المواقف، لا يوجد الكثير من التكلف والتلاعب أو السيطرة بين ما يدور بداخلهم وما يرى الناس ويسمعون.
بمجرد التعرف على الناس الصادقون تتحول إلى أن تكون أكثر اتفاقاً مع الطريقة الذي يظهرون أنفسهم بها، ما تراه هو ما تحصل عليه، ومن المحزن أيضاً أنه في عالمنا اليوم، أن هذه النوعية الإيجابية من الأشخاص مهددين بالإنقراض، ليس من الصعب أن تجده في الآخرين إلا أنه من الصعب أن نكون نحن أنفسنا صادقيين.