الإفصاح الكامل: لدي خوف حقيقي من التحدث أمام الجمهور، وهو أمر غريب من أن تسمع هذه الجملة من شخص قضى معظم حياته وهو تحت ناظر الجمهور، مع كافة الوظائف الذي تقلدتها: نائباً لمدير حماية المستهلك في لجنة التجارة الفدرالية، وزير الشؤون الاقتصادية ماساتشوستس، وحالياً رئيس جامعة بنتلي، وبالرغم من هذه المناصب إلا أني لم أشعر يوماً بالارتياح أمام حشد كبير من الناس.
وهذا الانزعاج ظهر بأساليب غريبة: في المدرسة الثانوية أخذت حصص في الدراما ولعبت أدوار البطولة في المسرحيات، حتى أتى يوم ولسبب غير مفهوم لم أتمرن لدوري جيداً، بعدها بذلت قصارى جهدي أن لتجنب الخطابات من أي نوع، وخلال أيامي الجامعية في كلية “فارسا” تعمدت أخذ محاضرات صغيرة مع خمسة أو ستة طلا آخرين لتجنب أكبر عدد من الناس وأماكن أكثر ترهيباً للخطابة.
ولكن بعد التخرج أصبح من التحدث إلى مجموعة أمر مستحيل تجنبه، فقد عملت في مكتب الموارد البشرية لمقاطعة أرلينغتون بولاية فيرجينيا واضطررت الى تقديم عروض بشكل منتظم، ثم كانت هناك محاضرات كبيرة في كلية الحقوق، وفي وقت لاحق ومع المزيد من المحاضرات وفرص العمل وجميعها احتوت على الخطابة، بينما كنت أتهرب من هذه الأحداث، لم يكن لدي أي خيار سوى مواجهة خوفي وجهاً لوجه ومحاولة التغلب عليها مع تذكري بشكل دائم لقول مأثور: “أنه من الأسهل السباحة في المياه الغميقة”.
بدأت الأمور بالتحسن، وفي كل مرة كنت أرفع يدي وأذهب إلى المنصة للتحدث أدركت أنه لن يغمى عليي (على الأقل ليس بالوقت الحالي)، وبدأ الأدرينالين بالارتفاع، لكني تمكنت من تحقيق ذلك والوقوف على المنصة، ومع مرور الوقت كنت أكثر كفاءة.
أما زلت متوترة أمام حشد كبير؟ هذا أمر طبيعي لكني الآن على استعداد تام وأعلم أن معظم الجماهير ترغب بمتحدثين ناجحين، وكانت الدروس التي تعلمتها أثناء معالجة خوفي من التحدث أمام الجماهير لا تقدر بثمن، إليكم خمسة أمور ساعدتني بالوقوف شامخة على المنصة، وبالعديد من المراحل الأخرى في الحياة:
- هاجم خوفك
لن تكن يوماً بشكل أفضل في مواجهة خوفك إذا تجنبته، مهما كان خوفك عليك التصدي له فوراً ولا تجعله يسيطر عليك
- تعلم من أخطاءك
كل فرصة للتحدث أمام الجمهور كانت فرصة جديدة لإرتكاب أخطاءاً جديدة، وكنت أفعلها جميعها أمام الجمهور، هذا ما تفعله بعد ارتكاب خطأ ما هام: نتعلم من كل نسيان سطرأ جديداً، كل زلّة لسان اسم، هذا ما تفعله كل وقفة طويلة، تحويل كل تجربة سلبية إلى إيجابية وتأكد من عدم تكرار ذلك.
- آمن بنفسك
مع كل مبادرة تقوم بها، وأنت تسير قدماً في طريقك تسمع العديد من الرافضين لما تؤمن به أو تفعله، لذلك كن على ثقة بنفسك وبما تعمل وتجاهل كافة الأصوات الرافضة لما تعمل.
- قم ببناء مجموعة دعم
وجود مجموعة من الداعمين أمر مهم للغاية، لإنه من السهل أن تجد مجموعة من الداعمين عندما تسير الأمور بشكل جيد، لكن عندما تكون الأمور ليست على المسار الصحيح يكون إيجاد مجموعة من الداعمين أمر هام جداً، قد يكون العدد قليل جداً كزملاءٍ لك أو شريكك بالحياة، اللذين يذكرونك دوماً أن الأمور ستكون على ما يرام.
- استلم زمام الأمور مرة أخرى
التجمد على خشبة المسرح كما فعلتها مرة، أو أن تتعثر ببعض الكلمات وهو أمر غالباً ما أفعله ليست نهاية العالم، في كثير من الأحيان سواء في حياتنا المهنية أو الشخصية وضعنا أنفسنا في ضغوط النجاح بدون أية أخطاء وهذا أمر ليس واقعياً، إذا قمت بخطأ ما تعلم منه وحاول رة أخرى، وستحصل على نتيجة أفضل.
اليوم وفي كل يوم داخل الجامعة وأنا أتكلم مع الطلاب اللذين يواجهون مخاوفهم وشكوكهم الخاصة، وفي بعض الأحيان تركز هذه الشكوك على شيء حاربته بنفسي مثل خوفي من التحدث أمام الجمهور، وأخرى واحدة من الأسئلة للطلاب القدامى هو كيف سأحصل على تدريب جيد أو عملٍ جيد؟
لقد وجدت هذا الأمر لطلابنا، وبالنسبة للأشخاص في أصعب التحديات ولمعالجة الخوف قم بمواجهته وجهاً لوجه هو مفتاح التغلب عليه بدلاً من السماح للخوف بالتغلب عليك.