شاهدنا العديد من الرؤساء التنفيذيين يستقيلون بطريقة محرجة على خلفية مزاعم بسوء الإدارة، الرئيس التنفيذي لمجموعة Toshiba هيساو تاناكا استقال بعد اعتراف الشركة بتزوير السجلات لتضخيم الأرباح بشكل مزيف لسنوات.
ستيوارت بارنيل الرئيس التنفيذي لشركة Peanut Corporation of America ، حكم عليه بالسجن 28 سنة لقيامه بتزوير تقارير أدت لدخول فول سوداني ملوث بالسالمونيلا إلى إمدادات الغذاء الوطنية.
الرئيس التنفيذي لشركة فولكس فاجن مارتن فينتركورن عزله مجلس إدارته بسبب اتهامات للشركة بتثبيت برامج تستطيع التحايل على اختبارات المعايير البيئية في بعض سياراتها.
الحل الأنسب في مثل هذه الحالات هو رحيل الرئيس التنفيذي إما طوعاً أو مقيداً بالسلاسل، ولكن بالنسبة لرواد ورجال الأعمال وقادة الشركات المختلفة، يجب أن تحثهم هذه الأخبار على إصلاح الأخطاء الثقافية المتبقية بسبب النهج الخاطئ للقادة السابقين أو بسبب الإهمال.
يبدأ الفساد في الشركات عند مستوى المدراء، ولكنه ينتشر ليشمل الشركة كلها لذا فإن إقالة المدير التنفيذي لن تحل المشكلة.
عندما يكون المدير سيئاً ستصبح المؤسسة سيئة بالنتيجة، هذا لا يعني أن كل الموظفين متهمون بالفساد ولكن بعني ضرورة وضع العاملين والاجراءات والهيكلية التنظيمية تحت المراقبة، لأن إرادة المدير تنفذ من قبل الموظفين وهذا يعني أن الخطأ أصبح متجذراً في المؤسسة فالمدير لا يعمل لوحده.
بالنسبة لشركة Volkswagen فإن مديرها التنفيذي فينتركورن ليس مبرمجاً وهو لم يقم بكتابة واختبار البرنامج المخادع وتثبيته في السيارات ثم بيعها، الكثيرون في شركة Volkswagen تعاملوا مع هذا البرنامج، ربما لم يكن لدى العمال العاديين فكرة عما يقومون به ولكن في المستويات الأعلى من المؤكد وجود موظفين على دراية كاملة بما يجري، بالنظر لحجم الاتهامات فالكثير من الموظفين متورطون، سؤال واحد صريح ومباشر في محاولة لتوضيح الأمور كان من شأنه تغيير مسار الشركة ولكن يبدو أن أحداً لم يطرح هذا السؤال.
طرد أحد المسؤولين التنفيذيين ليس إلا حلاً مؤقتاً، فمعظم التجاوزات في الشركات يرتكبها الموظفون العاديون الذين يسرقون ويكذبون ويتسترون على التجاوزات.
تسرع الشركات عادة لمعاقبة هؤلاء وتحاول المضي قدماً ولكن هذا أيضاً قصور في الإدارة، فهذه الأخطاء لا تحدث فجأة بل بنتيجة تجاهل الرؤساء لممارسات الموظفين الخاطئة(شركة Enron أفضل مثال على ذلك)، أو لأنهم لا يعرفون مؤسساتهم بالشكل الكافي لتشخيص المشاكل وضبط النغمة الصحيحة.
معايير سلوكية للشركة
من واجبات المدير التنفيذي تحديد المعايير السلوكية للشركة بكاملها، مجلس إدارة RadiumOne طردGurbaksh Chahal ليس لأته ضرب صديقته بوحشية فقط، بل لأن هذا التصرف العدواني والغير اجتماعي يسيء لصورة الشركة، ولأن التغاضي عن قيامه بالاعتداء بشكل وحشي على امرأة، سيكون بمثابة إجازة لبقية العاملين لمخالفة قوانين العالم المتحضر، بالتأكيد لا أحد يرغب بالتعامل مع هكذا شركة.
يشتكي بعض الرؤساء التنفيذيون من أن المعايير المحددة لهم مرتفعة للغاية، قد يكون هذا صحيحاً ولكنهم في الحقيقة يحصلون على رواتبهم الكبيرة مقابل الأعباء التي يتحملونها، هذه الصعوبات تأتي مع العمل إذا كنت غير قادر على تحمل هذه المسؤوليات عليك أن لا تقبل المنصب عندما يعرض عليك.
أمر آخر يثير قلق المدراء التنفيذيين وهو أنه كلما ازداد حجم الشركة تقل قدرتهم على ضبط سلوك الموظفين، ولكن الحل لهذه المشكلة هو ببناء ثقافة خاصة بالشركة، عندما يعرف كل الموظفون قيم الشركة، وعندما تكون هذه القيم سليمة سيفكرون ملياً قبل مخالفة القوانين أو الانخراط في سلوك خاطئ، وإذا وجد المسؤولون في الشركة أن الموظفين لا يتبنون هذه القيم عليهم البحث عن موظفين أفضل.
التصرف بسرعة
لهذا السبب يجب على مجالس الإدارة التصرف بسرعة وطرد المدراء التنفيذيين السيئين، عندما يجد مجلس الإدارة أن الرئيس التنفيذي قد ضل الطريق عليه القيام بأكثر من مجرد استبدال الرأس، الإدارة الرشيدة تقتضي مقاربة شاملة للمشكلة يجب إعادة تقييم الفريق الإداري، ومكافحة الإجراءات التي سهلت التصرفات الخاطئة، واستبدالها بأخرى يمكن الاعتماد، عليها في أغلب الأحيان تكون الإجراءات الصارمة ضرورية.
من السهل التفكير أن كل المشاكل قد انتهت برحيل المدير السابق ولكن الدور الرئيسي لمجلس الإدارة والمدير التنفيذي الجديد يجب أن يكون بناء ثقافة الشركة من الصفر، وهذا يعني إلزام الجميع بتحمل مسؤولياتهم.
التغيير الحقيقي والدائم يتطلب عملاً صعباً، ولكن الشركات والمساهمين والزبائن والموظفين بحاجة لهذا التغيير وللقرارات القاسية التي تترافق معه.
كوادر:
– يبدأ الفساد عند المدير ولكنه ينتشر ليشمل الشركة كلها
– طرد أحد الرؤساء التنفيذيين ليس إلا حلاً مؤقتاً يجب على مجالس الإدارة إجراء مراجعة شاملة لتحديد مركز الخلل